القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

قصة مثل : " نوايا تسندُ الزيرْ "



كتب: د/عادل سالم محمد 

 مثلٌ يرددهُ الناسُ للدلالةِ على أنَ لاتحقر منْ المعروفِ شيئا  
 وأنْ أحبَ الأعمالَ إلى اللهِ أدوامها وإن قلتُ  
وأنَ معظمَ النارِ منْ مستصغرٍ الشررِ  
وإن اللسان الذاكرة الشاكر ، خير من اللسان الذي 
لا يرضي بما قسم الله له.
 وشكر النعمة سبب من أسباب الزيادة ، 
 " ولأن شكرتم لازيدنكم "

 وللمثلِ قصة وهي :
 يروى أنَ رجلَ منْ أهلِ الصعيدِ رزقهُ اللهُ بأبناءٍ 
وأصغرهم كانَ ضعيفٌ البنيةِ ، وأثرَ ذلكَ على نفسيةِ الصبيِ ، ووعى الأبُ معاناةَ الابنِ الصغيرِ ، 
واصطحب الطفل الصغير في خُلوة بينهما خارج الدار، وسأله عن أسبابِ حُزنهِ واكتئابهِ،
ووجدهِ يعترضُ على حظهِ ونصيبه، وأن الله قد ابتلاه وميز إخوانه عليه،وأنَ لا فائدةً ولا قيمةً لهُ ، 

سمع الأب ردود أفعاله ومدي معاناه الطفل من قدره ونصيبه، 
حزنُ الأب لحزنِه، وطلبَ منهُ أنْ يأتي معه ليسقيا الزرعُ ، خرجَ الغلامْ برفقةِ أبيهِ ، وقاما بريٌ الأرضِ بالماءِ ولكنْ عندَ الظهيرةِ اشتدتْ حرارةَ الشمسِ . 
فقالَ للغلامِ : تعالى نستظلُ بظلِ هذهِ الشجرةِ ونشربُ ونسترح قليل .
 وجلسا تحتَ الشجرةِ ، وقامَ الأبُ ليشربَ منْ ماءِ جرةٍ ( زيرٌ ) بها ماءُ باردٌ .
 شربُ منهُ وشربَ الغلامْ الصغيرِ . 
قالَ الرجلُ للغلافِ أنظرْ إلى هذه الحرفة ( الزيرْ ) التي قدْ شربتْ منْ مائةٍ ، ويشربَ منهُ كلَ أهلِ القريةِ ، 
أنظرُ إليهِ أنهُ مُسندٌ إلى وتدٍ ، ومنْ الجهةِ الأخرى نواةٌ ( نواةُ التمرِ ) ولولا هذهِ النواةِ لوقعِ الزيرْ .
 وما شَربُ أهلِ القريةِ الماءُ الباردُ 
يا بنيَ كلٍ ميسرٍ لما خلقَ لهُ  
يا بنيَ المرءِ بما يُقدمهُ لنفسهِ وللناسِ، 
 وقيمهَ المرءَ في عملهِ لا في مظهره، فالعمل الذي تقوم به النواة رغم ضئالة حجمها عظيم،
حفظ الماء و أعان الجميع ، أنظر كيف تكون وما يجب أن تكون، ولا تنظر لنفسك الا بعين الرضا 
واتخذ الأمل والعمل لك خليلاً . 
 " من سلسلة تراثنا من الأدب الشعبي "