كتب: د/عادل سالم محمد
مثلَ من الأمثلة التي تُرسل النصيحة والتحذيرُ منْ اللذينِ اعتادوا وأدمنوا ارتكابَ المخالفاتِ والأخطاءِ وأكلِ حقوقِ الآخرِ والخوضِ في الأعراضِ، ورغمُ ذلكَ يتمَ التغافلُ عنه لعلهُ يرجعُ ويتوب، ولكنَ تمرَ الأمور وَكَأَنَّ شيءً لمْ يكنْ، ولمْ يعتبرْ ويتعظُ، ويمارس ما كانَ عليه منْ أفعالهِ و "ترجع ريما لعادتها القديمة".
وللمثلِ قصة وهيَ :
كثرتْ شكوى الناسِ منْ رجلٍ إلى أميرِ البلادِ،
نصبٌ واحتيالٌ وكذبٌ وخيانةٌ، أمرُ الأميرِ بأحضار المشكوّ بحقهِ، وأمتثلَ الرجلُ أمامَ الأميرِ...
وتباكى لكيْ يلتمسَ الأميرُ لهُ العذرُ،
أشارَ مستشارُ الأميرِ بتوقيعِ أَشَدّ العقوبةِ عليهِ،
لعلهُ ينتهي عنْ أذى الخلقِ ويكونُ ليغيرهُ عبرةً.
فقالَ الأميرُ: فلنمنحهُ فرصة لعلهُ يتوبُ
قالَ المستشارُ: مثلٌ هذا لا يرجعُ يا مولاي،
" وذيلَ الكلبِ لنْ ينعدلْ.
فردِ الأميرِ: لعلهُ يرجعُ ..
" وذيلَ الكلبِ ينعدل لوْ وضعَ في قالبٍ "
ولنترجم الفكرة لتجربة عملية!!
أمرَ الأميرُ بمنح الرجل فرصةَ خمسِ سنواتٍ لعل حاله ينصلح، ووضعَ ذيلِ الكلبِ في قالبٍ حديديٍّ لمدةِ هذهِ الفترةِ منْ الزمنِ.
مرتْ الأيامُ.....
وَتَمَّ استدعاءَ الرجلِ وإحضارِ الكلبِ،
جمعُ الأميرِ أعوانهُ ومن بينهمْ مستشارهُ اَلْخَاصّ،
وأمرَ المستشارُ بِفَكّ القالبِ منْ على ذيلِ الكلبِ،
أمامَ الحضورِ، وللوهلةِ الأولى، ظهرَ ذيلِ الكلبِ معتدلٍ وما هيَ إلا سويعاتٍ حتى عادَ كما كانَ !! واجتمعَ على بابِ الإمارةِ، الناسُ يشتكونَ منْ هذا الرجلِ الذي نصبَ عليهمْ وسرقةِ أموالهمْ، وفي كل مرة يختفي ولمْ يستدلوا على مكانِه.
وها هيَ الفرصةُ لمنْ لهُ حَقّ عنده الحصولِ عليهِ وهوَ تحتَ يدِ الأميرِ العادلِ.
استمعَ الأميرُ لشكوى الحضورِ،
نظرُ المستشارِ للأميرِ قائلاً:
"نَهَيْتُك منْ انتهيتُ والطبعُ فيكَ غالبٌ،
وذيلَ الكلبِ لنْ ينعدلْ لوْ علقوا فيهِ قالبٌ"
قالَ الأميرُ: صدقتْ....
فعلاً. " الطبعُ غَلَّاب "