كتبه: د. عادل سالم محمد
مثل شعبي يستخدمه المصريين ، والكرار هو المخزن الذي يخزن فيه الطعام من العام الي العام ، ومفتاح الكرار عادة يكون في يد سيدة الدار ويستخدم المخزون تحت إشرافها طول العام ،
ويقولون أيضا
• " قالوا للحرامي أحلف قال: جا لك الفرج"
• " حاميها حراميها"
قد يعجبك ايضا
وللمثل قصة تعبر عنه وهى :
امرأة عجوز لها أبن وحيد مطيع بار بأمه، أرادت العجوز أن تطمئن على ولدها وتزوجه، وبالفعل اختارت له زوجة، ظنت العجوز بها الفهم والحكمة، ومرت الأيام وتقربت الزوجة للعجوز وكسبت ثقتها
فقالت لها العجوز ،: هذا مفتاح الكرار هو لك أمانة
وما فيه يكفي العام وزيادة نتصدق بما إدخرنا منه في نهاية العام ، ونشون المخزون الجديد، فقالت لها لا تقلقي يا أماه ، لقد كلفت حكيم، والمثل بيقول :
" أبعت حكيم ولا توصيه " وصارت صاحبة القرار في ما يحتويه الكرار، وللأسف لم تصاحبها الحكمة في إدارة المخزون، فنفذ ما فيه في خلال ستة شهور ، وطلبت من العجوز الماعون، وابلغتها بنفاذ المخزون، فتعجبت العجوز ونظرت إليها وهي مندهشة، ولكن سبقها ابنها والزوج المصون بالرد قالٱ : كيف نفذ؟
ما في الكرار يكفي العام ونتصدق منه بالطعام، وعتب علي أمه لأنها وضعت ثقتها فيمن لا أهل لهذه الثقة قالا:
( مسكه القط مفتاح الكرار ) ،
ويستخدم المصريون المثل في التعبير عن نفس المعني حينما يؤتمن من لا أمانة له، وحينما توضع الثقة في خائن، أو أن يتولي أمر العامة من يبحث عن مكسبه الخاص، ويضيع من آتمنه علي أمره ،
فليس اللوم على من خان الأمانة، وإنما يشترك معه
من لم يحسن الإختيار في اللوم والأثم ، فالإختيار شهادة وأمانة يسأل عنها العبد أمام الله ،
فأحسنوا الإختيار
"ولا تمسكوا القط مفتاح الكرار."