القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

صراع امريكي روسي على الارض الفلسطينية

           
كتب:حسام عيسى

باحث في العلوم السياسية و العلاقات الدولية
إن الشعب الفلسطيني يقدم أكبر تضحية من أجل استرداد حقوقه الشرعية وحماية الأرض على مدار خمسة وسبعين عاما، ورغم المعاناة التي يعيشها إلا أنة استطاع أن يقهر المحتل الإسرائيلي وأن يحطم كل مراكز القوة الإسرائيلية، ورغم الحماية العسكرية من أمريكا صاحب أكبر قوة عسكرية، إلا أن استطاعت الأيدي الفلسطينية أن تحطم الدبابات الإسرائيلية، وهربت الجنود الإسرائيليون من الأيدي الفلسطينية المتسلحة بالحق والعزيمة والأيمان بأن الله ناصرهم من فوق سبع سماوات.

ولكي ندرك حقيقة إسرائيل، فإنها صنيعة بريطانيا بوعد بلفور عام 1917م، حيث قسم المنتصرين بعد الحرب العالمية الأولى الأراضي العثمانية في اتفاقية سايكس/ بيكو عام 1916م، فوقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، وبعد انتصار أمريكا في الحرب العالمية الثانية تزعمت الدول الغربية، وتبنت إسرائيل، على أن تقوم بما تأمر بها، وتكون الذراع الأمريكي في الشرق الأوسط من أجل بسط النفوذ الأمريكي بالمنطقة، وأن تكون إسرائيل محور صراع بالشرق الأوسط، تشعلها أمريكا في الوقت التي تريده، وتبقيها هادئة في الوقت التي تريدة لتحقق المصالح الأمريكية بالمنطقة.

فإن إسرائيل دون الحماية الأمريكية لا تقدر أن تبقي ساعات قليلة وتموت، حيث تستمد إسرائيل قوتها من أمريكا، وأن إسرائيل تتحرك بأوامر أمريكية، وأن إسرائيل ما هي إلا دولة مأجورة تنفذ ما تأمر بة من قبل أمريكا.
لقد قدمت مصر قدوة في التآخي بين الدول، وقدمت أكثر من مائة ألف شهيد من أبنائها من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، وقدمت أكثر منهم جرحى، ورغم كل الظروف التي تمر بها مصر على مر العصور فهي السند والداعم دائما للشعب الفلسطيني، وقامت مصر بأعمار قطاع غزة بخمسمائة مليون دولار في الاونة الاخيرة.
إن مصر مضيافة لكل شعوب العربية، ويعيش فيها أكثر من عشرة ملايين من جميع الدول العربية.

تريد إسرائيل الضغط على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من أجل أن ينزحوا ويهاجروا إلى مصر في سيناء، وبذلك تنهي المشكلة الفلسطينية في قطاع غزة، وإن ذلك ما يرفضه الشعب الفلسطيني، ولقد قدم الشعب الفلسطيني الشهداء من ابناءة على مدار خمسة وسبعين عاما من أجل حماية إراضية ، بالإضافة أن ذلك ما ترفضه القيادة والشعب المصري، فإن حدود مصر خط أحمر لا مساس بها، وإن مصر قدمت شهداءها من أبنائها من أجل حماية أراضيها في سيناء.

قراءة تحليلية لأحداث "طوفان الأقصى"
• استطاع الشعب الفلسطيني بأمكانيات محدودة وبعزيمة وبإيمان أن تحطم وتقهر التكنولوجيا الإسرائيلية والقوة العسكرية الكبيرة المستمدة من القوة الأمريكية.

• لقد أكد العالم مورجنثاو في كتابة "السياسة بين الأمم" والعالم جون ميرشيمار في كتابة "مأساة سياسة الدول العظمى، أن أساس العلاقة بين الدول هو الصراع من أجل الحصول على القوة، وان مفهوم الأساس بين الدول هو القوة.

• أن من يساند حماس فى قطاع غزة وفي لبنان هي إيران، ومن يدعم إيران روسيا، فإن روسيا تريد أن تخلق صراعا في كل مناطق حلفاء أمريكا، صراع مع إسرائيل الحليف الأول الأمريكي في فلسطين، وصراع مع فرنسا بقوات فاجنر الروسية في دول الساحل الغربي ووسط أفريقيا، وانتزاع التبعية من فرنسا إلى روسيا، من أجل انتزاع الهيمنة الأمريكية وأن تكون روسيا أحد أقطاب النسق العالمي.

• لقد أكد أكثر من عالم مثل جوزيف فرانكل في كتابة "العلاقات الدولية" وجون أدلمان سبيرو في كتابة "سياسة العلاقات الدولية" وريتشارد نيد ليبو في كتابة "لماذا تحارب الأمم" وروبرت جلبين في كتابة "الاقتصاد السياسي" – حيث أكدوا أن كل الحروب من أجل جني الثروات.

• أن ما يحدث في قطاع غزة هو من أجل السيطرة وإدارة الغاز في شرق المتوسط، حيث يسيطر قطاع غزة على 20 % من المساحة المطلة على البحر المتوسط، والتي بها أكثر من 30 % من غاز المنطقة، وتريد أمريكا بواسطة إسرائيل أن تسيطر على غاز المتوسط، من أجل إمداد حلفائها في أوروبا بعد أن قطعت الغاز الروسي عنهم.

• إن ما يحدث في قطاع غزة هو صراع أمريكي وروسي من أجل السيطرة على الغاز، ومن أجل إبقاء أمريكا مهيمنة على العالم او تراجعها وتكون احدى القوى العالمية في النسق ال دولي.