كتب:د/عادل سالم محمد
مثل شعبي يردده المصريون عند التعبير عن استحالة وقوع الحدث أو "تعذر فعل الأشياء"، وهو يوحي بأن الطالب يريد جني الثمار قبل بلوغ الأجل المحدد لها، أو تحقق الغرض دون ما سعي له أو أخذ بالأسباب .
وللمثل قصة وهي:
يُقال في السنة الثانية الميلادية هربت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء ويوسف النجار إلى مصر ومروا بمنطقة تسمي العزباوية، وفي الطريق مروا على حقل لزراعة البطيخ، وجلسوا للاستراحة، وطلبوا من صاحب الحقل الماء ليشربوا، فأدلى الرجل بالدلو في البئر وأخرج الماء وشربوا ويقال إن هذا البئر موجود حاليا في مدخل كنيسة السيدة العذراء، ورأت السيدة مريم العذراء بذور البطيخ قد تم تجهيزها في الحقل تمهيداً لزراعتها،
فأمرت صاحب الحقل أن يبذر البذور اليوم وبشرته بأن هذه البذور ستثمر في الغد، وأن ثمار البطيخ ستنضج جميعها.
وطلبت من المزارع أن يقول لرجال هيرودس
(الذي أرسل مجموعة من الجنود تطاردهم حينما فروا هاربين) عند المرور عليه، أننا غادرنا هذا المكان وقت بذر بذور البطيخ، وفي الصباح رأى المزارع ثمار البطيخ في حقله تملأ الحقل، رغم أن بذور البطيخ لاتنضجلا تنضج إلا بعد مرور من ثلاثة إلى أربع شهور. ومر الوقت وجاء جنود الملك هيرودس وسألوا عن العائلة المقدسة فقال لهم الرجل أنهم مروا من هذا المكان حينما كان يبذر بذور البطيخ (كما قالوا له) فقال قائد الجنود: بالتأكيد كان ذلك منذ عدة أشهر ويبدو أن ما بذلناه من جهد قد ضاع سُدى ثم رجعوا إلى فلسطين تصحبهم الحسرة والندامة .
ولما انتشرت القصة وعرف الناس الحقيقة تردد بين المصريين المثل الذي يدل على طلب المستحيل: ( أنت عاوز تضرب الأرض تطلع لك بطيخ )