كتب: د/عادل سالم محمد
من أمثال الحكمة والنصيحة والتنبيه، ويؤكد على ضرورة إمعان العقل فيما نسمع، قبل أن نفعل أو ُنردد ما سمعناه، وقيل أن الأبيات من أشعار صالح بن عبد القدوس أحد شعراء الدولة العباسية.. وقيل إنها من أقوال الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وتُروى قصة راقت لي تعبر عن معنى المثل أو
( .بيت الشعر الذي صار مثلاً )
والقصةهي:
كان يتجول أحد الثعالب بجوار جبل فوقع عليه على ذيله حجر حاد فقطع ذيله، ومرت الأيام. خرج الثعلب بين أقرانه وَالْعُجَب والخيلاء يملأه،
فقال أحدهم له مالي أراك سعيد بقطع ذيلك؟
فقال : إنك لا تدري كم السعادة التي أتمتع بها،
فأنا كالطير أُحلق بين السماء...
طمع الثعلب في هذه السعادة وهذا الشعور، وقطع ذيله!! ولم يجد غير الألم الشديد والعجز في الحركة، ذهب الثعلب وقال لمن خدعه قلت لي إنها سعادة ولم أجد غير الألم والعجز؟ قال: يا صديقي إن لم تقل ذلك َسخر منك الآخرون فسار كل منهما يحدث من يراه عن فوائد قطع الذيل، إلى أن انتشر الأمر وازداد عدد من قطع ذيله، وصار من لم يقطع ذيله موضع سخرية ومهانة منهم، وانقلبت الموازين .
فلا تسمع دون أن تعي، ولا تقلد كل سفيه ولا يخدعنك حلاوة اللسان فلعله..
(يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب)