نظر إليه هشام في ذهول ,فارتبك قليلا ثم قال:
- دي بنتك؟
- آه مريم بنتي مالها؟
- مش عارف بالظبط حواليها هاله غريبه .
ثم خطى نحوها في بطء, ووقف على بعد خطوات منها يحدثها:
- بتشوفي حاجه يا مريم؟
- آه
- وانتي صاحيه ولا وانتي نايمه؟
- الاتنين
- بتشوفي ايه؟
- خيال اسود طويل كل مره بشوفه من بعيد ملامحه مش باينه , بس انهارده شوفت وشها شعرها كان مغطيه وفجأه جه هوا جامد طيره لفوق و شوفت وشها شكلها وحش أوي.
- كلمتك؟
- لأ بتكلم جنى بس.
نظر نحو جنى قائلا:
- احكيلي يا جنى بتقولك ايه . فأخبرته بما قالته,ثم أخبرته مريم بأمر الغرفه و مكانها , فطلب منهما الابتعاد عن المكان الذي تجلسان فيه و ما أن وضع يده على الأرض حتى تشنج في مكانه و ظل جسمه ينتفض و رأسه مرفوعه إلى الأعلى وعيناه مفتوحتان عن آخرهما تنظران إلى السقف وقد ابيضتا تماما وهو يغمغم بكلمات غير مفهومه , زاد انتفاض جسده , فركضت مريم و تبعتها جنى إلى حضن والدتهما يحتميان من منظره المرعب , ثم صرخ صرخة مدوية انقطع بعدها التيار الكهربائي في المنزل وسقط على الأرض مغشيا عليه , ظل هشام يتابعه بنظره و هو لا يجرؤ على الاقتراب منه و لا يعلم هل هو حي أم ميت ؟!, ظل على هذا الوضع بضع دقائق ثم فتح عينيه و اعتدل ثم هب واقفا وغادر المنزل مسرعا, جلس على كرسي في الحديقه يحاول التقاط أنفاسه و تبعوه جميعا إلى الخارج و أعينهم متعلقة به في محاولة لفهم ما يحدث , نظر إليهم قائلا:
- البيت ده مسكون و اللي فيه دي مؤذيه جدا و اللي موقفها مريم .
توجهت أعينهم نحو مريم التي نظرت إليه في ذهول , فاستطرد قائلا:
- انتي فيكي حاجه غريبه يا مريم ما صادفتنيش قبل كده, مش قادر أحدد هي ايه بالظبط , حواليكي هاله قويه استفزتها يا إما هي تخلص عليكي يا إما انتي تخلصي عليها .
لم تستطع مريم تمالك دموعها التي انهمرت على خديها و هي تقول:
- ازاي ؟ يعني ايه انا مش فاهمه حاجه ؟!.
تابع قائلا :
- انتي بالذات إوعي تنزلي تحت هي عاوزاكي تنزلي عندها عشان ده هيكون أكتر مكان هتضعفي فيه و لو ضعفتي هتموتي , هتفضل تخوفك عشان تنزلي ,متخافيش منها مش هتقدر تأذيكي , لكن لازم تلاقي طريقه تقدري انتي تخلصي عليها قبل ما تأذي حد فيكم .
- ازاي ؟ يعني اعمل إيه؟
- مش عارف ،إجابة السؤال ده عندك انتي , انتي اللي لازم تعرفيها و بسرعه, الخوف دلوقتي على جنى ,هتفضل سيطرتها عليها تزيد لازم تلاقي طريقه بسرعه .
ثم انصرف مغادرا تاركا الجميع في حالة يرثى لها , دققت نشوى النظر نحو المنزل المقابل و هي على يقين من أنها ستجد تلك المرأه تراقب ما يجري , وبالفعل وجدتها تقف خلف شجرة محاولة الاختباء خلفها و تتابع ما يحدث , هذه المرة لم تنتظر دقيقة واحده , وركضت نحوها بشكل مفاجئ حتى لا تعطيها فرصة للفرار , تجمدت المرأة مكانها و ظلت تحدق في نشوى الغاضبة و هي تصيح في انفعال:
- انتي عارفه كويس ايه اللي بيحصل و لازم تتكلمي قبل ما واحده من بناتي يجرالها حاجه .
ازدردت ريقها في صعوبه و قالت في ارتباك:
- طب اهدي و تعالي معايا .
ثم سارت إلى داخل المنزل و تبعتها نشوى , جلستا في غرفة الاستقبال و بدأت تحكي ما تعرفه و نشوى تبكي في مراره غير مصدقه لما تسمعه نهائيا!!!!!
"أنا اسمي أحلام سكنت هنا من خمس سنين مع زوجي الله يرحمه , أول ما سكنا البيت اللي قصادنا كان فاضي و مع كده كنا كل يوم الساعه 12 بالليل نبتدي نسمع خبط و أصوات غريبه جيه من ناحيته ,و نور بينور و يطفي فكل مكان في البيت , بعد شهرين سكنت أول عيله في البيت مقدروش يستحملوا و مشيو بعد شهر واحد, و بعدها بحوالي أربع شهور سكنت عيله تانيه , عملوا كل حاجه ممكن تتعمل و في الآخر مشيو بعد قرب السنه , فضل البيت فاضي سنه كامله , و كنا خلاص اتعودنا عاللي بيحصل كل ليله لغاية ما سكن راجل كان عنيد أوي قرر يجيب واحد بتاع أعمال و ابتدوا يعملو طقوس غريبه في البيت , كانوا فاكرين انهم بكده هيخلصوا من اللي فيه لكن اللي حصل العكس,اللي عملوه زود قوته أكتر و ابتدينا نسمع صوت صريخ و حاجات بتتكسر و في ليله سمعنا صوت الراجل بينادي على جوزي الله يرحمه يستنجد بيه , قولتله ملكش دعوه بس هو كان طيب أوي مسمعش كلامي و جري عليه كان أول مره يدخل البيت ده يومها و مخرجش منه تاني!!!!!".