القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

قصة المثل : ( ليس كل ما يلمع ذهبا )

كتب: د/ عادل سالم

يستخدم المثل في النصح والتنبيه والإفادة ، 
بأن المواقف والمعاملة هى التي تظهر أصل وقيمة الإنسان 
وكما قال ( ص ) الدين المعاملة، ولا دليل على صحة كلام العبد وما يدعيه إلا إذا زُينت الأقوال بالأفعال . 
و للإنسان لسان مقال وهو أقواله، ولسان حال وهو أفعاله .
ولكي يستقيم حال العبد لابد أن يتفق لسان الحال مع لسان المقال،   
و للمثل قصة وهي : 
أراد حكيم قصر السلطان أن يُعلم الأمير الصغير 
 - ولي العهد - درسا في الحياة، فسأله قائلا :
 يا مولاي ....
 ما هو المعدن الذي تميل إليه ويستهويك ؟ 
فقال الأمير الصغير : الذهب أكيد 
فقال الحكيم : و لم الذهب؟
فقال الأمير : لأنه غالي ويليق بالملوك،
صمت الحكيم ..و أمر أحد الخدم يجيد والرسم والنحت
 يصنع له تمثالين بنفس الشكل و لكن أحدهما من الذهب الخالص و الثاني من الطباشير، ففعل الخادم النحات و قام بطلاء الأخير بطلاء ذهبي ليبدو كأنه ذهب .
دعا الحكيم الأمير ليرى التمثالين و قد غطا كل منهما بغطاء، ونزع الغطاء عن التمثالين فبُهرَ الأمير مما رآه من دقة وإتقان وجمال ،
 وسأله الحكيم :ما رأيك يا مولاي فيما ترى؟.
فقال الأمير : إنهما تمثالان من الذهب الخالص
فقال الحكيم :دقق يا مولاي وأعد النظر لربما يكون هناك فرق بينهما ؟،
فقال الأمير : ليس هناك فرق 
فكرر الحكيم : دقق النظر مرة أخرى يا مولاي .؟
فرد الأمير غاضبا : قلت لا أرى أي فرق...
فأشار الحكيم لخادمه أن يحضر دلو من الماء ، ويرش الماء على التمثالين بقوة ، تفاجأ الأمير عندما رأى تمثال الطبشور يتلاشى ويتساقط على الأرض .. و تمثال الذهب أزداد بريقاً
فقال الحكيم : هكذا الناس يا مولاي فى الشدائد،
من كان معدنه من ذهب يزداد بريقاً، و من كان من طبشور يتلاشى ، والناس معادن ، 
                   " وليس كل ما يلمع ذهب "