القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

نيران الغضب_الجزء الثاني


قبل ثلاثة أيام , أمام قاعة المحاضرات بالجامعه, تقف نيهال أمام الجميع و قد تغيرت ملامحها على نحوعجيب و هي تصرخ بصوت أثار الفزع في نفوس الجميع , وتشير نحو أمل بكلتا يديها فتبدو و كأنها تمسكها من ذراعيها بقوة خفيه و أمل تصرخ في ألم شديد , ثم ترفع يديها إلى الأعلى فترتفع أمل في الهواء أمام الجميع, ثم تهوي بكلتا يديها نحو الأسفل ,فتسقطها لترتطم  بالأرض بقوة بالغه,محدثة حفرة صغيرة مكان جسمها من قوة الارتطام , و الدماء تغطي رأسها ووجهها, ثم تلتفت نيهال حولها و تتابع الجميع بنظرها وهم يصرخون فزعا و يركضون هاربين في كل اتجاه , فتصرخ في غضب هادر و تشير نحوهم بكلتا يديها فتحركهم و كأنهم دمى ترمي بهم كيف تشاء هنا وهناك , ثم تسقط على الأرض فاقدة الوعي بعد أن أثارت حولها فوضى عارمة و تركت الكثير من المصابين أسوأهم حالا أمل!!!!!
               
ظل دكتور سليم ينظر في عينيها و هو يقص عليها ما حدث في ذلك اليوم ثم تم نقلها بعد ذلك لمستشفى الصحة النفسيه لمتابعة حالتها و فهم ما حدث, وهي تستمع إليه في ذهول شديد لا تصدق ما يقول, دمعت عيناها ثم سألته:" و كيف حال أمل الآن", فأجابها :" سيئة للغايه و لا تزال في المستشفى حتى الآن, جسمها مليء بالكسور و تنتابها حالة من الهلع بين الحين و الآخر" . وضعت يديها على وجهها و أخذت تبكي, قاطعها صوت أمها التي دخلت الغرفة للتو, و هي تصرخ فيها غاضبة:" و ماذا بعد يا نيهال؟؟! كم من المصائب ستجلبيها علينا أكثر من ذلك ؟ ألن تنضجي أبدا؟؟ هل وصل بكي الجنون أن تضربي زملائك ؟؟؟", شعرت نيهال بأن عروقها ستنفجر من شدة الغضب و بدأت ملامحها تتغير على نحو مفزع , ما أن رآها دكتور سليم حتى جذب والدتها إلى خارج الغرفة بسرعة محاولا إبعادها عنها, ثم أشار إلى بسمه أن تعطيها الحقنة بسرعه , و أخذ يتحدث مع والدتها و يقص عليها تفاصيل ما حدث, وبينما هما يتحدثان سمعا صرخة مرعبه ,أعقبها صوت صراخ بسمه , وقبل أن يحاولا الدخول إلى الغرفة وجدا بسمه تندفع خارج الغرفة في سرعة عجيبة و كأن أحد ما يدفعها بقوه حتى ارتطمت بالجدار ثم سقطت على الأرض فاقدة للوعي, دخلا إلى الغرفة بسرعه , فوجدا نيهال قد تبدلت ملامحها تماما و عيناها تشتعلان على نحو عجيب , تحدق فيهما و هي ترتفع عن الأرض و كأنها لا تخضع لقوانين الجاذبية الأرضيه, صرخت أمها و سقطت مغشيا عليها , و دب الذعر في جسد دكتور سليم لكنه تماسك و ظل يتقدم نحوها في بطء وهي ساكنة في مكانها لا تتحرك , فقط تحدق فيه و هو يقترب منها حتى وصل إليها و مسح على رأسها ببطء قائلا:" اهدئي يا نيهال , كل شيء سيسير كما تريدين أعدك بذلك, لن أدع أحدا يقترب منك , فقط اهدئي ولا تؤذي أحدا آخر أرجوكي , بدأت ملامح وجهها تعود لطبيعتها ,ثم سقطت على الأرض فاقدة الوعي, حملها دكتور سليم ووضعها على السرير, وذهب ليرى ماذا حل ببسمه, التي عادت إلى وعيها لكنها كانت في حالة انهيار تام من هول ما رأت, طلب منها أن تبقي الأمر سرا بينهما حتى يفهم ما الذي يحدث لنيهال بالضبط و يجد لها حلا ليخلصها مما يصيبها.
               
في صباح اليوم التالي استيقظت نيهال في مزاج جيد للغايه لا تعلم لماذا تحديدا ,رنت الجرس فحضر راضي إليها مسرعا ,طلبت منه إبلاغ دكتور سليم بأنها تريد التحدث معه. 
بعد قليل حضر إليها دكتور سليم و بحوزته سلة مملوءة بالأزهار و علبة من الشيكولاته, وضع السلة بجوار سريرها ثم أعطاها علبة الشيكولاته , لم تصدق عينيها و علت الابتسامة وجهها ثم نظرت إليه بامتنان شديد قائلة:" لا أعرف كيف أشكرك حقا ,هل تعلم أنها المرة الأولى التي يحضر لي أحد هديه؟!!" , فأجابها ضاحكا:" هذا من دواعي سروري إذن!! أريد أن أراكي سعيدة يا نيهال , فضحكتك جميلة للغايه", ابتسمت في خجل:" شكرا لك يا دكتور سليم , أنا حقا ممتنة لوجودك كثيرا", ثم قضبت جبينها  قائلة :" ما الذي حدث بالأمس ؟؟ لقد شعرت بذلك الشيء يسيطر علي  ولا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك ؟!".
أجابها بجدية بالغه:" لن أخفي عليكي الأمر يا نيهال فما يحدث لك خطير للغاية , ويتطور بسرعة , وأصبحت تشكلين خطرا كبيرا على نفسك و على من حولك, فلابد أن نجد طريقة للسيطرة على ذلك الشيء و تخليصك منه في أسرع وقت!". أطرقت رأسها في حزن قائلة:" وكيف أفعل ذلك فأنا لا أكون في وعيي وقتها؟!" تابع في حزم :" لا أعرف كيف يمكن أن يحدث ذلك , لكن الحل في يدك أنت !! ,أنت من يمكنك التخلص منه , لابد أن تجدي الطريقة لذلك و بسرعه , سأحاول مساعدتك في إيجاد الحل سأسألك بعض الأسئله:
-متى تحديدا شعرتي بخروج ذلك الشيء بالأمس؟
-عندما رأيت أمي شعرت بالغضب الشديد بعدما قالته , فهي لم تحاول حتى الاطمئنان علي , شعرت بنيران تشتعل في جسمي و ذلك الشيء يحاول السيطرة عليه لكنني لم أرغب في مقاومته.
-هل سمعتي ما قلتيه الآن "لم أرغب في مقوامته !" هذا يعني أنك قادرة على ذلك ينقصك فقط الرغبة في فعله! الذي يحدث لك يحدث برغبتك!! أنتي من أردتي حدوثه للإنتقام ممن يغضبكي !
-أعرف ذلك! هل أخبرك بسر!! أنا من أستدعيه للخروج و أشعر بسعادة غامرة عندما يبدأ بذلك بالفعل!!
اتسعت عينا دكتور سليم في دهشة:" ماذا تقولين؟؟ كنت أظن أن الأمر يحدث رغما عنك؟ لا أعرف من أين أتتك تلك القوه لكن ليس من حقك إيذاء الآخرين مهما كنتي غاضبة!! "
نظرت إليه في غضب قائلة:" بلى من حقي إيذاء من يؤذيني , لن أظل طيلة حياتي أشاهد الجميع و هم يؤذونني و أنا أتألم فقط , لابد أن أذيقهم الألم أيضا"
رد عليها في عصبيه:" أنا حزين من أجلك يا نيهال لقد سمحت للغضب و الكراهية بأن تقضي على كل شيء جميل بداخلك, لكن صدقيني إذا لم تتخلصي من ذلك الشيء فسيقضي عليكي أنتي أولا" , ثم تركها و انصرف في عصبيه.
همهمت بصوت منخفض :" لا تخف لن تذهب لأي مكان سوف أخدع الجميع حتى نخرج من هنا بعدها لن يتمكن أحد من إيقافنا" .ثم ابتسمت ابتسامة شيطانيه مخيفة للغايه !!!!