فلاد المخزوق
يعد أحد أكثر الشخصيات التاريخية شراً، أستوحى منه برام ستوكر شخصية دراكولا ،ولد فلاد الثالث،، عام 1431م، في مقاطعة سيجيشوارا بإقليم ترانسيلفانيا التابع لمملكة المجر امتلك فلاد الثاني والد فلاد الثالث، سكنًا في سيغيسوارا بترانسيلفانيا، ولكن ليس من المؤكد أن فلاد الثالث ولد هناك، من الممكن أن يكون قد ولد في مدينة تاركوفيستا، التي كانت المقر الملكي لإمارة والاشيا في ذلك الوقت، إذ كان والده قائد جيش الإمارة..
قام ملك المجر (سيغيسموند) الذي سيصبح لاحقاً إمبراطور المملكة الرومانية المقدسة عام 1431م، بتعيين فلاد الأب قائداً لفرسان أخوية التنين، وقد أكسب هذا المنصب فلاد الأب لقبا جديداً (دراكول)، جاء هذا اللقب من الكلمة الرومانية القديمة (دراك) وهي تعني تنين، وهكذا سيعرف ابنه فيما بعد بـ (ابن دراكول)، ووفقاً لكتاب دراكولا المنطق والهراء..
فإن ستوكر كان قد قرأ كتابًا يتحدث فيه عن والاشيا، وبالرغم من أن هذا الكتاب لم يشر إلى فلاد الابن، إلا أن ستوكر شعر بالمفاجأة من كلمة (دراكولا)، وقد كتب في ملاحظاته: تعني كلمة دراكولا في اللغة الوالاشية (الشيطان) لذلك من المحتمل أن يكون ستوكر، قد اختار أن يسمي شخصيته الأسطورية بـ (دراكولا) لاقتران هذا الاسم بالشيطنة.
الآسر.
عندما تم استدعاء فلاد الأب إلى اجتماعٍ دبلوماسيٍ مع السلطان العثماني مراد الثاني عام 1442م، قام بجلب أبناءه فلاد الثالث، وكان هذا الاجتماع في الحقيقة فخًا، إذ أعتقلوا ثلاثتهم واُحتجزوا رهائنًا، وفيما بعد أطلق سراح فلاد الأب، شرط أن يترك أولاده ضمانًا، كي يضمن تعاون والدهما معه في الحرب الجارية بين تركيا وهنغاريا..
وهذا ما حدث بالفعل وأصبح فلاد الثاني حاكمًا على والاشيا كما هو، مكافئة له على تعاونه، وأحد أسباب أنتصار الجيش العثماني، ترك فلاد الثاني أبنيه ليتعلما أسلوب القتال والعلوم المختلفة على يد العثمانيين، ووعد فلاد الثاني بدفع الجزية..
وخلال تلك الفترة التي قضاها (فلاد الثالث) في أدرنة، تمكّن الأمير الشاب من دراسة علوم المنطق والقرآن والأدب وكذلك التركية العثمانية حتى أتقن هذه اللغة خلال السنوات الأخيرة التي قضاها في البلاط السلطاني، كما تدرّب على الفروسية وفنون الحرب، ولكن كان يتعرض للضرب والتعنيف من قبل الأتراك بسبب شخصيته الجريئة..
بينما كان فلاد وأخوه رادو في الأسر، كان والدهما يناضل من أجل البقاء في منصبه، وهي المعركة التي سيخسرها في نهاية المطاف، ففي عام 1447م، خلع النبلاء المحليين (البويارز) فلاد الأب من منصبه، كونه حاكمًا لوالاشيا، ومن ثم تم قتله في المستنقعات بالقرب من مدينة (بالتيني)، وقتل (ميرسيا) الأخ نصف الشقيق لفلاد مع والده.
عندما علم فلاد ما حدث، توعد شعب هنغاريا بالآنتقام، وما تعلمه على يد العثامنيين من أساليب في فنون القتال، أفاده كثيراً، وأصبح جاهزاً لقيادة جيش كامل، وبعد فترةٍ ليست ببعيدة من تلك الأحداث المروعة، وبالتحديد في عام 1448م، شرع فلاد بحملة لاستعادة منصب والده، من الحاكم الجديد (فلاديسلاف الثاني)، إذ اعتمدت محاولته الأولى لاستعادة العرش على الدعم العسكري للحكام العثمانيين في المدن الممتدة على طول الدانوب شمالي بلغاريا.
استغل فلاد غياب فلاديسلاف في وقتها، إذ كان الأخير منشغلًا بقتال العثمانيين في البلقان، وأستولى على زالاشيا مع جزء صغير من الجنود، وعينه محمد الفاتح حاكماً على والاشيا، رغم أنه شعر بالغضب من تصرفه، ورفض رادو أن يبقى مع اخيه وفضل العودة إلى تركيا ليبقى مع صاحبه الآمير محمد الفاتح وأعلن إسلامه..
إلا أن حياته بصفته حاكمًا لوالاشيا كانت قصيرة، فقد تم خلعه بعد شهرين فقط عندما عاد (فلاديسلاف)، واستحوذ على العرش بمساعدة (هونيادي)، حاكم هنغاريا، أصبح فلاد يحاول حدوث أنقلاب على الحكم ولكن في كل مرة تفشل محاولته..
وبعد إقصائه من الحكم، لم يرغب فلاد الثالث، في طلب المساعدة من الدولة العثمانية مرة أخرى، خاصة بعد اعتلاء السلطان محمد الثاني، نظرًا للخصومة والكراهية بين الإثنين منذ أن تربيا سويًا في البلاط السلطاني، وعليه فر هاربًا إلى مولدافيا وعاش لفترة هناك تحت حماية عمه (بوجدان الثاني)، قبل أن يلقى الأخير حتفه في 17 أكتوبر 1451، مما دفع فلاد الثالث، للفرار مرة أخرى قاصدًا المجر..
وهناك التقى بإيوان دي هونيدوارا والذي أعجب بدراية الأمير الشاب بالأحوال الداخلية للدولة العثمانية وخططهم للحرب العثمانية ولوجيستياتها، علاوة على الكراهية المطلقة من جانب فلاد الثالث تجاه الدولة العثمانية، مما دفع إيوان دي هونيدوارا لاتخاذ فلاد الثالث مستشارًا عسكريًا له ..
استمر مكوث فلاد الثالث في المجر حتى ما بعد سقوط القسطنطينية على يد محمد الفاتح، في 29 مايو 1453، بعدها تعاظم المد العثماني من تلك المنطقة عن طريق إمارات الكاربات مهددًا بر أوروبا الرئيسي بالكامل..
وبعد ثلاثة أعوام من غزو القسطنطينية، حاولت الجيوش العثمانية إضعاف المملكة المجرية عن طريق محاصرة بلجراد عام 1456، في ذلك الوقت، وجد إيوان دي هونيدوارا نفسه مضطرًا لمغادرة المجر وشن غارات مضادة في صربيا نجح من خلالها في رفع الحصار عن بلجراد، من جانبه استغل فلاد الثالث تلك الإضطرابات في العودة مرة أخرى إلى والاكيا وقاد عشيرته لاسترداد ملكه للمرة الثانية في 22 أغسطس 1456..
مع بداية تولى حكمه على والاشيا، احتاج فلاد لإخماد الصراعات الأبدية بين نبلاء والاشيا المحليين، قام فلاد بدعوة المئات من النبلاء إلى مأدبة طعام وبمعرفة أنهم سيقدمون على تحدي سلطته، أمر بطعن ضيوفه، وخزق أجسادهم، بوضعها فوق المسامير..
لكنه رأى أن المسامير سريعة في قتل ضحاياه، فأبتكر الخوازيق وأن تكون شاهقة الآرتفاع، حتى يلذذ أكثر في صراخ ضحاياه، كان كل من يخطاً من خدمه وجنوده يعاقبه بوضعه على الخازوق وكان يلذذ بمزج الدماء بالخمر كان يشعر بإستمتاع لا مثيل له..
كما ذكر أنه خوزق راهبًا مع حماره، كما خوزق 500 شخص من المنتسبين إلى الأسر العريقة، ويقال إنه استمتع عندما خوزق 600 تاجر أجنبي، كما رمى 400 شاب في نار كبيرة أشعلها لهذا السبب، وأجبر الأطفال على أكل لحم أمهاتهم اللاتي قتلهن، وقطع ثدي بعض الأمهات، وخيط محلها رؤوس أولادهن، كما جمع كل متسولي البلد وقدم لهم الأكل، ثم قام بإحراقهم وسلخ جلود أرجل الأسرى الأتراك ثم مسحها بالملح، وجعل الأغنام تلحسها..
كما هاجم مدينة براشوف الرومانية، معقل البويار، للانتقام منهم، وأعدم قرابة 30.000 من تجار المدينة وقادتها خزقًا صبيحة الاحتفال بعيد القديس برثولماوس، في 11 يونيو 1459، بعد اتهامه إياهم بالفساد والتآمر على والاشيا، بعدها خلد إلى الراحة وتناول الغداء وسط الجثث المعلقة على الخوازيق، تاركًا إيها للتعفن، تحذيرًا منه لكل من تسول له نفسه الخروج عن طاعته..
كما أغار على مدينة سيبيو بترانسيلفانيا عام 1460 وأعدم 10.000 من أهلها، وصل كل ذلك إلى محمد الفاتح وعزم على غزوا المجر ومحاربة فلاد.