كتبه : د. عادل سالم محمد
عبارة تتردد بين المصريين
وتستخدم عن التعبير عن معادن الناس ..
وعند التعرض لإنكار الجميل أو كسر الخواطر أو الخيانة .
أو المواقف المقابلة التي تظهر شهامة ورجولة وأصل وقيمة الصاحب أو الصديق،
وتحضرني قصة تعبر عن المثل : وهي
مر يومين علي أكرم ولم يجد طعام يتقوت به ،
قرص الجوع بطنه خرج للشارع يبحث عن طعام
لعله يجد من يحنوا عليه ويطعمه ، عيناه تتطلع
الي كل محلات البقالة والمطاعم في أحتياج أو حرمان
وقف أمام مطعم كبير بجوار الشرفة الزجاجية يتطلع للكباب وهو علي الفحم ، يكاد يبكي من الجوع ..
رآه صاحب المطعم وكان رجل طيب كريم كبير في السن ، رق قلبه لأكرم، وأمر أحد العمال أن يدخله المطعم ،
ودخل أكرم وجلس علي المنضدة
ولحظات وكان أمامه من كل أصناف الطعام ما لذ وطاب أكل أكرم بشراهة وحرمان ، ولما أنتهي من طعامه وجد أمامه كوب من العصير وآخر من الشاى .. تناولهما ،
ولما فرغ وجد صاحب المطعم يجلس بجوار مطبطب علي كتفيه وأعطاه علبة من السجائر ومبلغ من المال،
وقال له أتريد شئ آخر يا بني ..
فقال أكرم : لا يا حاج .كتر خيرك وإنصرف،
وجلس صاحب المطعم علي مكتبه يشعر بالسعادة والراحة أعان فقير وأطعم جائع وكفل ذو حاجة.
وبعد ساعة دخل أمين شرطة للمطعم وأكرم خلفة سائلاً عن صاحب المطعم ؟ فأخذه العامل له ، فقال صاحب المطعم خير يا أمين ؟ فقال أمين الشرطة وهو يشاور علي أكرم هذا الشاب عمل محضر لك بالقسم،
ويتهمك بأنك لم ترد إليه باق الحساب الذي
دفعه بعد تناول طعامه بالمطعم !!
فقال صاحب المطعم مندهش ..
وقال : معزرة يا بني العمل كتير ونسيت .
كم لك باقي من الحساب ؟
فرد أكرم وقال : 150 جنيها ، أعطاه المبلغ صاحب المطعم وإنصرف أمين الشرطة
وفي لحظة خروج أكرم مسك صاحب المطعم أكرم
من يديه وألتفت إليه أكرم ، وقال له : لما فعلت ذلك ؟ أمرت لك بأفضل الطعام والشراب ومنحتك الدخان والمال وسألتك ألك حاجة يابني فشكرتني وأنصرفت
وما هي إلا دقائق وتاتيني بالشرطة متهما لي
كذب وزور وبهتان ، هل هذا جزائى ؟
رد عليه أكرم قائلا :
( كل واحد بيعمل بأصله يا حاج ،،)
ودة أصلك ودة أصلي ...
صدق ورب الكعبة " كل واحد بيعمل بأصله "
من وحي كتاب:
دور الحكمة والأمثلة الشعبية في المجتمع
" من منظور إسلامي"