كتب: د. عادل سالم محمد
مثل شعبي يتدالوه الناس للإستدلال علي أن الطبع يغلب التطبع وأن أصل الإنسان لا بد وأن يتفوق علي ما يتظاهر به، وإن الحقائق لا بد ان تظهر ،
وللمثل أكثر من قصة لتوضيح المدلول :
القصة الأولى:
تعرف ضفدع يعيش بين مياة ترعة في إحدى القري علي عقرب وصارت بينهما صداقة وعاهد العقرب الضفدع أن يحميه من أقرانه من العقارب وكان الحديث يستمر بالساعات بينهما والضفدع بالماء والعقرب علي البر .
وفي ذات يوم طلب العقرب من الضفدع أن ينقله علي ظهره الي البر الآخر من الماء .فتردد الضفدع
وقال له : من ياتينى بالأمان بأنك لاتغدر بي
وأنا احملك علي ظهري لحظة العبور في الماء .
فقال العقرب :
كيف أضرك وأنت صديق الحميم و تسدي لي جميل
و إن أصبت بأذى غرقت وغرقت معك بالماء .
فتمعن الضفدع فيما قاله العقرب ووافق ،
وبالفعل حمل القرب وعبر به الماء وقبل أن يصل الي الشط الآخر أخرج القرب إبرته ولدغ الضفدع بسمه .
وقال له الضفدع لما فعلت وقد وعدت ؟
قال طبعي الغدر فغدرت ...
"والطبع غلاب"
القصة الثانية:
جلس الأمير يتسامر مع الوزير ولكنهما أختلفا في مسألة
تتعلق بالطبع والتطبع، وكان الأمير يقول أن من الممكن التغيير والتطبع بما هو جديد، ولكن الوزير كان له رأي مختلف وهو أن الطبع غلاب، فتحدي الأمير الوزير ووعده
بإثبات صحة ما يذهب إليه بالبينة والتجربة وهي خير دليل فوافق الوزير،
وفي الغد دعا الأمير الوزير لحفلة بالقصر ليثبت له بالدليل
صحة أن التطبع ممكن وقد يغلب الطبع،
جلس الوزير بجوار الأمير ودخل القاعة لاعب ومعه مجموعة من القطط يلبسن زي كالأميرات ويمسكن بأيديهن الشموع، وعندما اقتربت القطط من الأمير
حجلن على رجل واحدة تحية للأمير ..
امتلئت القاعة بالتصفيق والضحك والتهليل ..
نظر الأمير للوزير وقال له : لقد كسبت التحدي !!!
فقال الوزير : لي رجاء عند مولاي الأمير وهو أن يتكرم
بإعادة العرض مرة واحدة بالغد ...
وافق الأمير على طلب الوزير ..
خرج الوزير من عند الأمير وأمر أحد رجاله المقربين بإحضار مجموعة من الفئران و أن يضعها بصندوق ولا يسمح لها بالخروج الا بإشارة منه،
ويأتي بهم غداً في قصر الأمير ..
وفي الغد إقامة الأمير العرض في حضور الوزير ..
ونزلت القطط وبيدها الشموع تحجل أمام الأمير ..
فأشار الوزير ففتح الرجل الصندوق فخرجت منه الفئران
تجري داخل القاعة أمام الأمير .. فشاهدت القطط الفئران
وهي تسير ... فتركت الشموع واسرعت في اتجاة الفئران
ونسيت الحجل وتبجيل الأمير !!! وانقلبت القاعة.
فنظر الوزير للأمير وقال:
( الطبع يغلب التطبع مولاي الأمير )
تبسم الأمير وقال: " فعلا الطبع غلاب"
Dr.adelsalem