القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

كتبت: جيهان منصور

وانفطر وردي أرضًا، وصرت يابسًا أشتاق للماء، صرت كالصحراء من حرارة الشمس القاحله فوقي، فقدت ألواني التي تضم لوحتي بغموضها وحيرتها؛ ليدقق بها رسام ذا شأن عظيم أراد شرائها بباهظ الأثمان ولم يجد صاحبها؛ فمد يده مسرعًا ليأخذها،ليعيد خطوطها، ويتمعن ملامحها الملائكية التي فقدتها منذ زمن ليس ببعيد، ولكنها تشبه الشابة العجوز، بجفونها ودموعها وابتسامتها التي لا وجود لها، يتساءل ليلًا كل ليله، ونهار كل يوم، كيف لهذا القدر من جمال الحزن يحتويها؟
ما هذا العطش الذي لا يريد الإرتواء؟
كيف ليابسها أن يرفض الإنبات؟ يا إلهي مالذي حدث! أتوسل بالكثير من الشوق، لتعيد شتات زهورها وإنبات أوراقها، وشد جذعها؛ ليرتفع فرعها في السماء الصافيه، وقع في حبها هذا الرسام رغم بهتانها، وإنكسارها، وفقدانها هويتها فوقعت هي في شفائه، اهتم بها فأزهرت، واهتمت به فأثمرت، كان يعلم تمام العلم بأن وجود طيفها فقط يصيبه بالسعادة، وإن كان هذا الطيف يعلن بأحضانه الإنتهاء في أي وقت، لكنه كان يؤمن بأنه سيعيد الحياة لهذا الطيف يومًا ما، سيعطيها حياتها لتعطيه الوجود له، سيحتويها لتُعيد شتاته هو، في نهاية المطاف قالت أحببتك، وأعلنت حياتها بعد موتها، في سن الخمسين، تهامسه بصوت يكاد مسموع فأكملت مايلي، فقدتُ شبابي وأصبحت عشرينية عجوز حينها قلبي الذي كان طفلًا  صار يعاتبني، والآن وجدت شبابي وأنا الشيب ذاته، وقلبي الذي كان طفلًا مازال طفلًا، وفرحته التي كـالطيف تسكرنُي رغم حلالها، ها أنا اليوم معك طفلة خمسينية.