القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

كتب: أحمد رفاعي

لقد ابتدع كذبة وصدقها أغلب شعوب العالم، اليوم سوف أكشف لكم الحقيقة كما هي العادة في مقالات محركي الدمى. 

أثبت العلماء هذا التغيير منذ زمن طويل، لقد تلاعب بنا "أينشتاين" عندما قال إن الزمن يمكن تجميده ووصوله إلى الصفر، وذلك حين يسير جسم داخل ثقب أسود هائل، وبمعنى آخر توحد الماضي والحاضر والمستقبل في لحظة واحدة.

ولا يمكن لعقل بشري إدراك هذا التصور، وفجأة ينسف فريق من العلماء نظرية "أينشتاين" واكتشفوا أن سرعة الضوء غير ثابتة ولا يمكن قياس الوقت بها، ولكنهم يتفقون على اختلاف الزمن الواحد على الأرض.

وبناء عليه لا نتعجب من توحد قول أهل الكهف والرجل الذي مات مائة عام، في معنى ما لبثنا إلا يومًا أو بعض يوم، وهو ما يزيد قضية الزمن غموضًا، خاصة حينما أثبت لنا المولى عز وجل ظواهر سنة التغيير في مشهد واحد وفي زمن واحد يجمع بين الرجل وحماره وطعامه، ونرقب موت الحمار وتحلله حتى صار عظامًا نخرة، والطعام مازال طازجًا لم تجر عليه عوامل الطبيعة منذ مائة عام.

وصدق الله العظيم قائلًا: "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ" سورة يونس الأية 45.

وفي يقول تعالى: "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ". سورة المؤمنون الأية 112.

وفي السياق نفسه، جواب نوح عليه السلام حينما سئل بعد عمر امتد إلى أكثر من ألف عام منها ألف إلا خمسين، عن الزمن.

وكان قوله: 
مثل دار لها بابان دخلت من هذا وخرجت من هذا،ولما العجب ونحن نسأل أنفسنا كيف مرت بنا السنون بتلك السرعة، وكأنها تنساب بين أيدينا كالماء، وسرعان ما تصبح خبرًا أو سيرة.

ويمكن الوصول إلي حقيقة مفادها أن الزمن لا نستطيع تحديده بدقة، ويمكن اعتباره من الأمور الغيبية، ومن هذا المنطلق يصدر الأمر الإلهي بعدم سب الدهر، وقال في حديثه القدسي: "يؤذيني ابن آدم بسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار".

ونفهم من ذلك أن الزمن مع الله ليس له بداية أو نهاية، كما صوره لنا في رحلة الإسراء والمعراج، والزمن في الحياة الدنيا نسبي يتوافق مع القوانين الكونية، وفي الحياة الآخرة الزمن مطلق يحدده الله كيفما شاء.

فهذا يوم عنده بمقدار ألف عام ويوم عنده بخمسمائة ألف عام، ولهذا فالحياة الآخرة أبدية ودائمة ونعيمها لا ينقطع وعذابه مقيم.