القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار


تجمد إيهاب في مكانه والذهول يعتريه مما يراه، فيبدو وكأنه احتفال الجميع يضحكون في سعادةٍ غامره ورانيا تتبادل الحديث والضحكات مع مجموعه من السيدات اللاتي لم يراهن من قبل ولا يعرف متى تعرَّفَت عليهن لتضحك معهن هكذا؟!، تقدم نحوها ببطء وهو يحرك عينيه بين كل الموجودين متعجباً من ضحكاتهم العاليه والغير مبررة على الإطلاق!! وقف يتأمل رانيا وتلك السعادة التي تقفز من عينيها وضحكاتها التي لا تتوقف ويتذكر كيف كانت بالأمس فيعجز عن تفسير ما يجري!! انتزعه من شروده تلك اليد التي أمسكت بكتفه فانتفض في فزع وهو يلتفت إلى يمينه، ليجد القبطان هاشم واقفاً بجواره يبتسم قائلاً:
- " أخبارك إيه انهارده يا بشمهندس إيهاب لقيت مدام رانيا واتطمنت عليها؟!"
أجابه إيهاب وهو ينظر إلى رانيا متعجباً:
- " لقيتها فعلاً بس مش مطمن خالص!"
- "ليه كده إيه اللي قالقك؟!!"
- "بص بتضحك ازاي؟!"
انفجر هاشم ضاحكاً وهو يقول:
- "بقى معقول برضه قلقان عشان مراتك مبسوطه وبتضحك؟!"
- " إنت عارف آخر مره شوفتها مبسوطه للدرجادي و بتضحك بالشكل ده كان من إمتى؟! كان يوم ما بودي ابني اتقبل ف KG1 من ييجي خمس سنين كده!".
قهقه هاشم ضاحكاً من كلماته وقال وهو يربت على كتفه استعداداً للانصراف:
- " حمد الله على سلامتها، رحله سعيده"

وصل إيهاب إلى رانيا التي بادرته بقولها:
- "هوبه صباح الفل، معلش خرجت قبلك ما رضتش أزعجك واصحيك بدري كان شكلك مرهق جداً"
- "هوبه ؟؟!وصباح الفل؟! أنا مش قولتلك ما تخرجيش لوحدك تاني؟"
- "ما تتعصبش بقى يا إيهاب وتعال أعرفك على ناس ظريفه جداً"
لاحظ إيهاب مع كلماتها أن المحيطين به هم نفس الأشخاص الذين كانوا حولهم بالأمس ويتصرفون تماماً مثل رانيا، تعلو وجوههم الضحكات وتبدو السعادة واضحة عليهم، تلفت حوله بحثاً عن هَمس ورامز وصعق عندما وقعت عيناه عليها ليجدها تضحك تماماً مثل الباقين!! لا يعلم لمَ شعر بانقباضةٍ في صدره تقدم نحوهما تاركاً رانيا تتابع حديثها مع صديقاتها الجدد، وبادر بمصافحة رامز الذي صافحه بدوره ضاحكاً وهمس تعرفه عليه مبتسمةً في سعادة، وإيهاب يمعن النظر فيهما ولا يجد تفسيراً لضحكاتهما، حاول أن يشير إلى همس بعينيه ورأسه دون أن يلاحظ رامز لتلحق به، كان يريد الحديث معها بعيداً عنه في محاوله لفهم ما يجري، لكنها لم تعره أي اهتمام، فتأكد أنها قد أصبحت مثلهم لم تكن تصرفاتها طبيعيةً مطلقاً، فانصرف في أسف بعد أن تلاشى أمله في مساعدتها لكنه الآن وحده، عاد إلى رانيا وجلس على كرسي متأملاً في ما يدور حوله، لاحظ شخصاً يقف من بعيد ونظراته مثبتةً عليه، تظاهر بعدم رؤيته لا يعلم لماذا؟! بل أنه وقف يتبادل الضحك مع من حوله محاولاً إخفاء ذلك التوتر الذي يمزق أعصابه، وأثناء وجوده بالمكان لاحظ وجود كاميرات مثبتةً على أعمدة المظلة التي تعلو رؤوسهم، غمغم في خفوت:
- "ومتراقبين كمان!!". تسلل من بينهم متجهاً إلى ذلك الشخص الذي يراقبه من بعيد والذي ما أن لاحظ اقترابه منه حتى سارع بالمغادره، ركض إيهاب خلفه لكنه لم يدركه فقد اختفى تماماً قبل أن يصل إليه. تنهد في عصبيه ثم عاد إلى رانيا، وظلّ برفقتها طوال اليوم وهي على حالها وهو صامتٌ تماماً، يحاول السيطرة على ما تبقى من أعصابه وسط ذلك الجنون! حتى انتهى اليوم كسابقه دون أن يصل إلى شيء!!!

في تلك الأثناء وفي أحد غرف الباخرة كان يدور الحوار التالي:
- " اللي اسمه إيهاب ده مش هيجبها البر لحد ما يكشف كل حاجه ويفضحنا، انا عاوزك بكره تخده معاهم"
- "إيه اللي إنت بتقوله ده؟ إنت اتجننت عاوز تدخله بنفسك؟! إنت كده بتخاطر بكل حاجه واللي إنت بتفكر فيه مش هيحصل و مش هتجيبلنا غير وجع الدماغ، شيل الفكره دي من دماغك خالص!!!"
استيقظت رانيا في الصباح لتجد إيهاب مرتدياً ملابسه ويجلس على كرسي بجوارها ينظر إليها مبتسماً وهو يقول:
- "صباح الخير، المرادي مش هتخرجي من غيري!!!!!!!!!".
لم تستطع إخفاء ذلك التوتر الذي تملكها لكنها لم تعقب بكلمه، سارعت بارتداء ملابسها وخرجت من الغرفه بصحبة إيهاب إلى المطعم، دخلا سوية إليه، كان يجلس على مقربةٍ من باب المطعم شخص يظهر من ملامحه أنه أجنبي، تمعن بنظره فيهما ثم حيَّا رانيا بإيماءةٍ من رأسه، فبادلته التحيه ثم نظرت إلى إيهاب بطرف عينها في ارتباك لتجد ما توقعته، كان يرمقها بنظرات تحمل مزيجاً من الغضب و الدهشه، لم يكد يستوعب ما حصل للتو حتى فاجأه مرور همس ورامز بجواره إلى داخل المطعم وهما يحييان الرجل وهو يبادلهما التحيه،
التفت نحوه وحياه بدوره رغم نظرات الغضب التي تتواثب من عينيه غير قادر على اخفائها، ثم رافق رانيا إلى الطاوله التي اختارتها، وما أن جلسا حتى بادرها في عصبيه:
- "ممكن أفهم مين ده و بيسلم عليكي بمناسبة إيه؟ّ!"
قالت بتلعثم:
- "حاضر يا إيهاب أنا هحكيلك كل حاجه بس اوعدني الأول ما تتعصبش وتسيبني أروح انهارده ويارت كمان تيجي معايا"
اتسعت عيناه في ذهول وهو يستمع لما تخبره به رانيا فقد كان ما قالته غريبا للغايه!!!!!!