يقترب هذا اليوم الصعب على الانتهاء، وتوشك الشمس على الغروب ويحل محلها ضياء القمر ليضيء عتمة الليل.
يدخل آخر صديق من الأصدقاء الأربعة ويلقي التحية على أصدقائه قائلاً:
ــ كل تلات وإحنا متجمعين إن شاء الله.
فيرد عليه صديقه سامح بصوتٍ عالٍ:
ــ ايه التأخير دا كله يا صلاح!
ــ معلش يا جماعة والله على ما رجعت من الشغل ونمت ساعتين، وبعد كدا قلت لمراتي إني رايح أزور واحد صاحبي عيان.
فيتحدث إليه نبيل قائلاً:
ــ طب يلا روح أعمل لكل واحد فينا فنجان القهوة بتاعه، على ما أوضب القعدة.
فيجيبه صلاح قائلاً:
ــ حاضر يا سيدي.
قام نبيل بفتح حقيبته الصغيرة وأخرج منها لفافات من ورق التبغ، وقطعة كبيرة من الحشيش، وقام أيضاً عاطف بتحضير أوراق اللعب(الكوتشينة) قائلاً:
ــ هنلعب على كام النهاردة؟
فيرد عليه نبيل قائلاً:
ــ أنا هلعب على باكو.
ويرد سامح قائلاً:
ــ وأنا كمان زيه.
يتحدث عاطف لصلاح الذي يضع افناجين القهوة على الطاولة قائلاً:
ــ مش ناوي تجرب حظك وتلعب يا صلاح.
فيرد عليه بضحكة ساخرة قائلاً:
ــ ما أنتوا عارفين أنا لا ليه في الشرب ولا في اللعب، أنا بقعد معاكم أغير جو شوية وبعدين أروح.
فيرد عليه عاطف قائلاً:
ــ أنت هتفضل طول عمرك كدا يا صلاح، بخيل ووش فقر.
فيرد عليه نبيل قائلاً:
ــ والله عندك حق يا عاطف.
فيتحدث إليهم صلاح محاولاً اخفاء غضبه:
ــ طب يلا اشربوا القهوة عشان هتبرد، واللي قهوته هتبرد أنا مش هعمله قهوة تاني.
يشرع الثلاثة في شرب الحشيش وبداية اللعب، وبعد حوالي ساعة يستيقظ الثلاثة ليجدون أنفسهم بجانب بعضهم على الأريكة، يحاول كلاً منهم النهوض ولكنه لا يقوى ويسقط مجدداً، فيتحدث سامح قائلاً:
ــ فيه ايه؟ ايه اللي حصل؟ ما احنا طول عمرنا بنشرب أول مرة يحصل لنا كدا.
فيدخل عليهم صلاح ممسكاً بسرنجة وزجاجة تحوي محلول ما قائلاً:
ــ وآخر مرة إن شاء الله.
فيتحدث إليه نبيل برهبة وخوف قائلاً:
ــ فيه ايه يا صلاح؟ وايه الحقنة اللي معاك دي.
فيجيبه صلاح قائلاً:
ــ أنا محضر لكم مفاجأة.
ثم يتابع حديثه بحزن وضيق قائلاً:
ــ طول عمركم بتسخروا مني وبتتريقوا عليا عشان بتهته وأنا بتكلم وبتقولوا عليا أهطل، وعشان كنت أشطر منكم في المدرسة، معرفش ايه السبب؟، دا أنا حتى عمري ما أذيتكم في حاجة أو عملت لكم حاجة وحشة.
فيتحدث إليه عاطف قائلاً:
ــ صلاح أنت فاهم غلط، إحنا كلنا بنحبك، إحنا بس بنهزر معاك عادي.
لا يكترث صلاح لكلام عاطف ويكمل حديثه قائلاً:
ــ اللي انتوا شربتوه في القهوة دا بيشل الأعصاب، يعني أنتم هتفضلوا كدا لأكتر من ست ساعات، والحقنة اللي معايا دي هتعالج الشلل دا في ظرف ثواني، واحد بس منكم اللي هياخدها، وعايز أقولكم إن البوليس قدامه بالكتير نصف ساعة ويوصل، وطبعاً هيتقبض عليكم بتهمة لعب القمار وتعاطي المخدرات، فالسؤال بقى هنا:
مين اللي هياخد الحقنة دي ويهرب ويقنع أصحابه المخلصين إنهم يضحوا عشانه؟
ينظر الثلاثة لبعضهم البعض، يريدون أن يعرفوا من سينجو منهم من هذه الورطة، ومن سيذهب إلى السجن؟!
كل واحد من الثلاثة يعلو صوته على الآخر، فكل شخص منهم يريد أن ينجو منهم، ويقوم صلاح بتعبئة السرنجة ووضعها على المنضدة أمامهم، ثم يسمعون صوت سرينة شرطة فيخرج صلاح تاركاً أصدقائه الثلاثة، كل واحد منهم يحاول الوصول للحقنة ومنع الآخر قبل وصول الشرطة للشقة.