أنا بقى حبيت اكتبلك قصتي الغريبة واللي متتخيلش انها تحصل...
انا سامح رشوان عندي ٣٧ سنة، مكملتش تعليمي
بسبب والدي الله يسامحه ومرات ابويا منها لله اللي زي العقربة دي.
كنت نبيه جدا ومستوايا الفكري حلو قوي، وأخواتي اللي أصغر مني كانوا غاويين لعب، وملهمش في العلام أد كده ، وطبعا مش هقولك الغيرة بتعمل ايه...
كنت في الثانوي في سنة أولى، إتحايلت على ابويا اكمل مرداش، وأمي مش بايدها حاجة، لأنه الآمر الناهي في كل حاجة وماسك زمام الأمور
الموضوع اللي هحكيلك عليه دا بدء من بعد ماقعدت من المدرسة، وكأن سبب في تحول حياتنا جحيم بمعنى الكلمة
والدي فلاح إبن فلاح، عندنا أراضي زراعية ومواشي وكده أبويا حب يوسع علينا من خيرات ربنا قام راح اشتري حوش كبير، وكأن سعره لقطة قوي في الوقت دا، المهم يومها كلمني وجابني وقالي تعالى معايا أوريك انا جبت ايه
روحت معاه لأن المكان دا كان في قرية بعيدة عننا شوية، قالي انا اشتريته وهجبلك كام بقرة تربيهم وتخلي بالك منهم وتكبرهم عشان تتعلم وتتودك في شغلانتنا.
قولته يابه انا لسة صغير وعاوز اكمل علامي، عاوز ابقى حاجة
يومها زعلقي جامد ورد على بلا علام بلا وجع دماغ هما اللي إتعلموا خدو إيه
قولتله الصراحة أنا مش عاوز الكار دا أنا عاوز اكون دكتور ولا صحفي
ساعتها مسك كتفي وبصلي وقالي الدكتور ولا الصحفي مش هيكسبوا زي ماانت هتكسب أنت هتكون أحسن منهم
يومها إتخنقت و شديت معاه وقولتله انت هتدمرني، بلاش يابه.
عمرى مانسيت اليوم دا وفاكره كنه حصل امبارح، ومهما عدي العمر مش هنسي الله يرحمه بقا.
المهم مطولش عليك، طبعا روحت يومها مهموم وكأن ميتلي ميت، وكانت إمتحانات الترم الاول على الأبواب ورحتله اتحايل عليه لكن مرات ابويا كانت واقفالي بالمرصاد زي العمل الردي، وفعلا عدت الايام وزادت الحسرة في قلبي، واللي زودها إن أكتر من حد راحله واتوسط عنده لكن أبويا فضل راكب دماغه ومش عاجبه وكسر قلبي وفرحتي وهدم مستقبلي وحلمي.
إتبدل حالي بعد ماقعدت من السنة الأولى وجات السنة التانية والثالثة، شايف صحابي اللي بقوا حاجة وانا واقف محلك سر زي زي اللي بربيهم.
إتعلمت الفلاحة ماخلاص كل حاجة راحت، يبقى لا علام ولا مهنة، أخدت الحوش اللي جابه وإشترالي كام بقرة وعلمني إزاى اعتني بيهم وأكبرهم في الوقت دا أنا كملت ١٩ وداخل ع العشرين سنة بقيت شاطر قوي في المهنة وهو كان فرحان وكان يقولي أنت هتبقى حاجة في شغلانتك.
كان عندي حوالي ٥ روس مواشي يعني بقر
ولقيت أبويا إدي الحوش التاني اللي مليان باللي فيه لخويا اللي أصغر مني، انا مهتمتش كتير ورضيت بالمقسوم بس إبتدي يحصل حاجة غريبة جدا
ودا اللي عاوز حضرتك تركز معايا فيه عشان مش عارف دا من إيه.
إبتديت أشوف أحلام غريبة منها إني نايم وسط بركة دم ومفيش دم على وعلى حتى هدومي.
وكمان بشوف نفسي بغرق في وسط البحر وبفضل أصرخ لكن مفيش فايدة ، بحس أني روحي بتطلع مني وإني خلاص هموت يعني هموت.
بقيت أخاف من النوم واللي زاد كمان كل حاجة حوالين مني بتخرع من أقل حاجة ، ودايما قلقان لحد ما حصل اللي حصل وكملت.
أخويا بعد ماأخد الحوش الكبير دا بعدها بأسبوعين بالظبط راح لشغله الصبح وبيفتح الحوش بتاعه لقى بقرة مقطوم رقبتها ويادوب ممسوكة من الحنجرة، ومفيش دم نهائي
يعني الرقبة كلها مقطوعة وواقفة على حتة يادوب صغيرة موصولة لك أن تتخيل المنظر، وجسمها كله منفوخ وعامل زي حته التلج وعنيها طالعة لبرة وكان متعمد يخرجها من مكانها مدلدلة، وسنانها مكسرة ، يومها الدكتور البيطري جه ولما وقف قدامها و كشف عليها مبقاش عارف يقول إيه بقا بيضرب كف على كف، ويومها قال لابويا أنا أول مرة تصادفني حاجة كده الدم جواها متجلط دي كأنها ميتة بقالها فترة مش معقولة وسنانها مكسرة طب إزاى ياحاج الكلام دا ، طبعا الدنيا قامت ومقعدتش طب إزاى والمكان دا مقفول هيتفتح ازاي
طب اللي عمل كده، عمل كده ليه، وليه يكسر سنانها كده، أسئلة ملهاش إجابة.
كلنا كنا واقفين متنحين مش عارفين في إيه،ابويا بقا ساكت ومش عارف يرد، المهم الدنيا عدت والمولد إتفض وخلاص لكن كل واحد حضر هنا بقا يقول كلام على هواه ، طبعا اخويا غير القفل بتاعها وحط كمان إتنين عشان كان قلقان.
تاني يوم اللي حصل دا شوفت حلم وحش قوي
مش قادر أقولك ولا أتخيل بشاعته لأنه مخيف.
شوفت خير اللهم إجعله خير إني واقف وسط الحوش بتاعي في النص مغمض عيني وفي إيدي حتة قماشة مش كبيرة لونها إسود مبلولة رافعها لفوق وبعصرها بأيدي والمية اللي بتنزل عاملة زي المثلث المقلوب بتنزل جوا بقى
أه والله زي مابقولك.
يومها قمت مفزوع من النوم، كانت الساعة واحدة لأن طبعا من عوايدنا النوم بدري شربت شوية مية وإستعذت بالله ورجعت نمت تاني. بعدها بقا زي مايكون الحلم مش عاوز يسبني مطاردني بشكل غريب، لقيت نفسي واقف جوا وقدامي على الباب بتاع المواشي أنا تاني يعني واقف قدام نفسي اللي بشرب وكنت مستمر في الشرب، وبعدين نزلت راسي وبصيت على اللي نفسي اللي واقفة عند الباب وبقيت أهز راسي وعلى وشي إبتسامة شكلها مخيف، وشايف سناني سودا وهدومي مقطعة وكأني موافق على حاجة وبعد كده كل حاجة إختفت.
كنت حاسس وقتها إن في حجارة طابقة على صدري والخوف مسيطر على وخاصة لما قمت مفزوععلي صوت أخويا الصغير وهو بينادي على ويقولي إن أبويا عاوزني، ببص في الساعة لقيتها داخلة على ١٠ طب ازاي نمت دا كله دنا بقوم سبعة الصبح وأمي مصحتنيش لانها إتعودت إني يصحى بدري وبمشي علطول
رحت لابويا جرى لقيت في زحمة كتير عند الحوش تاني المرة دي أكتر إتفزعت الصراحة وجريت أشوف في إيه لقيت لمؤاخذة بقرة تانية حصل فيها كده ممددة على الأرض وزي اللي فاتت منفوخة وسنانها مكسورة ومحطوطة جمب منها على الأرض.
أهل البلد بقوا يضربوا كف على كف وكل واحد بقا بكلمته، وفي اللي يقول الحوش في عفاريت، واللي يقولك إن عيلتنا اتلبست والموضوع مش بيخلص.
وكلام كتير وكل واحد بقصته.
طبعا رميناها زي اللي قبلها والمشكلة إن دول اللي كانوا متباعين واخويا واخد فلوسهم وكان قدامهم وقت والناس تأخدهم يعني خراب من كله.
يومها أخويا قرر إنه هيبات جوا الحوش ويشوف مين اللي بيعمل كده، وكانت ليلته سودا
في اليوم دا أنا روحت بدري بعد الشغل لأن الواحد صراحة ملوش خلق يتكلم مع الناس، ولا يسمع من حد حاجة، نمت بدري وانا نايم شوفت واحدة ست بيضا زي القمر، كانت ماشية ومفيش على جتتها حاجة تسترها عمالة تبص يمين وشمال ومرة واحدة لقيتها بصت في مكان وضحكت وبعد كده إتحولت ل شكل بشع شعرها منكوش وضوافرها طويلة وقعدة تقطع في جسمها وتصرخ وبعد إختفت ورا باب الحوش بتاع أخويا، صحيت من الكابوس دا مفزوع على صوت أخويا بيجري وبيصرخ في الشارع فتحت شباك أوضتي أبص لقيته بيتنطط على الأرض زي اللي تحته عقارب، ابويا طلعله وانا نزلت جرى ولما دخلناه وقفلنا الباب مرات أبويا جات وقعدة ترقيه وهو قاعد مبرق وجتته زي حته التلج، وقاعد يبص حولين منه وبيتنفض لحد ما بعد وقت طويل هدا شوية وبعد كده أبويا سأله في إيه؟
لقيته بيحكي عن الست اللي شوفتها في المنام، انا حقيقي تنحت من كلامه ومبقتش عارف أقول اللي شفته أنا كمان في المنام ولا مقولش، طبعا البلد كانت ملمومة ساعتها وكله شايل في قلبه حكاية وقاعدين يتغامزو ويتلامزو.
ابويا قرر يروح ويشوف في إيه وقال محدش يجي معايا وإتنرفز جامد ، بس انا رحت وراه وفي ناس من اللي كانوا موجودين اللي الفضول واكلهم طلعت معانا مردناش نسيبوه لوحده
لما راح خد الكلوب معاه ودخل جوا الحوش وسط المواشي يدور ملقاش حاجة وسمعته بيقول مفيش حا
مكملش الكلمة وكأنه فعلا شاف، سمعنا صوت زي مايكون حد يبندبح وكان الصوت عالي، لما دخلتله جوه لقيت أبويا واقف متنح لفوق وبقرة زي مايكون متعلقة بتتحدف على الأرض وشفت الست تاني وهي جاية من وسط الضلمة وجتتها منورة بتضحك وبعد كده بتختفي معرفش مين اللي شافها غيري.
ولما بصيت كويس على الأرض لقيت المواشي كلها نايمة على الأرض
زي اللي فاتوا وأبويا مستحملش وسقط بعدها جمبهم وأنا ماسكه وكانت أخر كلمة بيقولها شقى عمرى يابني.
دي كانت قصتي الغريبة اللي كانت السبب في أذية اللي حوالين مني، وأخويا اللي ماشي زي المجنون يحكي عن الست اللي شافها وبقت حالته تقطع القلب.
أنا ندمان حقيقي على اللي عملته
الانتقام عمي قلبي وخلاني مغيب، كراهية أبويا ليا عمت قلبي ، لأنه كان بيقل مني إدي صلاحيات لخويا ال لي أصغر مني وسابني كده كأني مش إبنه لما ظلمني وخدني بذنبهم
قررت إني اسلك طريق الانتقام عن طريق السحر
وعملت ليهم أعمال بالخراب والموت والموضوع مكنش صعب، جه عن طريق واحد صاحبي حكالي عن واحد نباش قبور، بيطلع أثار، كان شغال بالأعمال السفلية.
متولي صاحبي اللي حكالي عنه وأداني العنوان ، رحتله وإتكلمت معاه رغم إنه طماع وطلب مني مبلغ محترم ، إديت لمتولي فلوس وبعته عن كام تاجر بقوله إن أخويا عنده مواشي عفية حلوة وإنك ممكن تدفع مبلغ لأنه مزنوق وتعرفه إنه ميبينش حاجة ، طبعا الموضوع دا كان أكتر من شاري وفعلا راحو إشترو منه وسابوهم عنده مؤقتا، عرفت إنه شايل الفلوس في اوضته يومها وهو بايت في الحوش أخدتهم لما روحت البيت واديتهم لصاحبي عشان يوديهم للشيخ عشان يكمل اللي بيعمله ، الموضوع مسبوك على الآخر، شوفت أبويا بيموت قدامي، شايف لحد دلوقتي نظرات عينيه وكأنه بيقولي ليه عملت كده أنا وقتها متتعدتش ال ٢٢ سنة الحقد والكره دا باب من أبواب الشيطان ولما بيدخل ويستوطن جواك بيعمي قلبك زي عينك ، رغم إن أخويا ملوش ذنب في اللي حصل، بس أمه كانت السبب في كل حاجة من يوم مادخلت بيتنا وهي السبب في حاجات كتيرة ، كان أقصر طريق ليا إني اهد كل اللي بناه وأهدها هي كمان.
أنا كل يوم بشوف أبويا جاي في المنام بيبكي وهو بيقول شقى عمرى راح يابني.
دي حكايتي كنت عاوز أقول إن الكره والانتقام أخرته وحشة وسودا وفي جملة دايما أقولها ماتموت عين وعليها دين أبدا
وأنا جنيت اللي عملته واللي خططت ليه بعد مابقيت عاجز، بعدها علطول عملت حادثة جامدة وبعت اللي ورايا واللي قدامي عشان ارجع امشي تاني بس للاسف مفيش فايدة ١٤ سنة وانا على كرسي مش قادر أبص على نفسي في المراية، حاسس أن اللي هشوفه مسخ مش بني أدم، الشيطان مش اللي بيوسوسلك، الشيطان هو نفسك الإمارة، إتاكدت فعلا إن ربنا يمهل ولا يهمل وكل يوم الندم بياكلني ونفسي ارتاح.