كتبه: د. عادل سالم محمد
يلجأ الناس الي أقرب الناس وأحبهم إليهم
ليبيح له بسر أوجع قلبه وشغل فؤاده ويطلب منه عدم إفشاء سره الذي أستأمنه عليه،
و يكون الرد لا تقلق " سرك في بير "
بئر عميق لا يطلع عليه أحد، وسرعان ما يجد أن سره
الذي في عمق البير طفى على سطحه وعلمه القاصي والداني، وكأن البير ليس له غفير وكل من أتاه يحمل من أسراره ويسير .
وللمثل قصة وهي :
أصاب السلطان هم وكرب فأخبر به أحد رجاله المقربين، وأخذ عليه العهد أن لا يبوح بسره لأحد، و مرت الأيام وثقل السر على قلب الرجل وسبب له تعب نفسي، فهو لا يستطيع أن يكتمه أكثر من ذلك،
ولا يستطيع أن ُيعلم به أحد، ففكر وهداه فكره أن يذهب إلي بئر مهجور ، ويُبيح بالسر له لعله يستريح،
وبالفعل ذهب للبئر و أدخل رأسه وقال السر ..
وعندما رجع أخبره الحارس أن مولنا السلطان يريده، فذهب للسلطان وقال : لبيك مولاي،
قال له السلطان : لما أفشيت سري؟
قال : يا مولاي " سرك في بير "
قال له: وفي البئر كان الغفير مستلقي نائم ولما سمع
السر أخبر به أهل المدينة ، وعلمه القاصي والداني
وكان البئر مكان انتشار الخبر ،،
لذا يجب أن لا يخرج سرك ويغادر شفتيك ، وإن كان ولابد فأشكي سرك لربك ...
*واللي يقولك سرك في بير
" افتكر إن البير بيشرب منه كتير "
من وحي كتاب :
دور الحكمة والأمثلة الشعبية في المجتمع
" من منظور إسلامي "