كتب: د/عادل سالم محمد
يستخدم المثل في للدلالة على أبواب الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وربة ضارة نافعة.
وللمثل قصة وهي:
"ﺗﺰﻭﺝ رجل أعرابي امرأة من أهل يثرب
" المدينة المنورة "
ولكنه لم يرى العروس إلا في ليلة الزفاف كعادة بعض القبائل العربية حينا ذاك
ولما كشف عن وجهها وجدها سوداء حادة الملامح فهجرها وطالت الهجرة.
فذهبت إليه وقالت له:
" يا مالك لعل الخير يكمن بالشر "
فرق قلبه لها ودخل بها ولكنه هجرها مرة أخرى وسافر خارج البلاد وهو لا يعلم بأن زوجته حملت منه
قد يعجبك ايضا
واستمر في سفرة لمدة عشرين سنة
وقرر الرجوع إلى بيته... وبالفعل سافر عائد للديار ووصل عند موعد الصلاة
فقال في نفسه أصلي ثم أذهب إلي داري.
وبعد أنتهاء الصلاة قام إمام المسجد وألقي
علي الحضور درساً فأستمع له ولما أنتهى الدرس
قال: من الشيخ؟
قالوا: هوالأمام أنس
قال: أبن من؟
قالوا: لقد سافر والده من عشرين عاماً
وأسمه مالك... تمكنت الفرحة من قلبه واسعدته المفاجئة!! إنه أبني.
أقترب من الأمام وألقى عليه السلام،
وطلب منه أن يذهب معه لبيته ويقول لوالدته
" لعل لخير يكمن بالشر"
ووقف خارج الدار ودخل الأمام وأخبر والدته
بما قال الرجل الكبير فحينما سمعت
قول أبنها عرفته وأبتسمت،
وقالت له: أفتح الباب لأبيك إنه عاد من سفره ورحب بة وأنزله مكانة تليق به .
وهذة القصة المختصرة هي قصة الأمام مالك بن أنس -رحمه الله- تعالي .
والشاهد من القصة
أن بعض الأمور وأقدار الله قد تأتي بما لا تشتهي الأنفس، ويكون بها الخير ،
ولا يؤخر الله شئ إلا لخير ولا يمنع أمراً إلا لخير والرضا بقضاء الله والأيمان بالقضاء والقدر من الايمان بالله سبحانه وتعالي
"ولنبلوكم بالخير والشر فتنة"...
وإن أمره كله خير .....